تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
53458 مشاهدة
مكانة الصحابة

...............................................................................


ثم يقول رحمه الله:
ولكلهم قدر عـلا وفضائـل
.........................
وفي نسخة:
ولكلــهم قدر وفضل ساطع
لكنمـا الصديق منهم أفضل
أي: كل الصحابة لهم قدر عليٌّ رفيع، ولهم فضائل تميزوا بها دلت عليها الآيات القرآنية، ودلت عليها الأحاديث النبوية؛ قدر وفضل ساطع مشتهر لا يمكن أنه يجحده جاحد .
وهذا الفضل أولا: مبادرتهم إلى تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن هذا لا يدركه غيرهم؛ لأنهم سبقوا إليه .
وثانيا: صحبتهم؛ كونهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوذوا معه، وجاهدوا معه، وتعلموا منه، وصلوا خلفه، وجالسوه وآنسوه وآكلوه، وشاربوه، وأكرموه، وواسوه، ونصروه؛ فيعتبرون أنصار الله تعالى، وأنصار رسوله، فمن الذي يدرك هذا الفضل بعدهم؟ لا شك أن هذا مما تميزوا به .
ولكلهم قدر عـلا وفضائـل
.........................
والأدلة التي أشرنا إليها في القرآن تدل على هذا الفضل، وتدل على أنهم لهم فضل كبير، وكذلك فضائل تخص كلا منهم يعني: كثير منهم لهم فضائل تخصهم؛ إما عموما، وإما خصوصا، فمما يخص بعض أقارب النبي -صلى الله عليه وسلم- روي أن العباس قال: يا رسول الله: إن بعض قريش يجفو بني هاشم الذين هم أعمام والد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده..... .